إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
150178 مشاهدة print word pdf
line-top
بيان وشرح النبي صلى الله عليه وسلم للناس مناسك الحج


أشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كبيرا.. أما بعد ..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
ثم إنا نحمد الله جل شأنه على توالي مننه علينا في هذه الحملة، فلك اللهم الحمد ولك الثناء، أنعمت وأعطيت فأجزلت، هذه الليلة منة من منن الله علينا في لقاء مع العلامة الجليل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن آل جبرين بقية العلماء عالم غني عن التعريف، فمرحبا بالشيخ ومرحبا بمن مع الشيخ؛ ليحدثنا بما يفتح الله تعالى به عليه.
وقد استعد الإخوة لمجيء الشيخ فكتبوا الكثير من الأسئلة، نسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وأن يبارك في علمه وأن ينفع به الأمة، إنه سبحانه سميع قريب، ومع الشيخ أجزل الله تعالى له المثوبة، ورفع له المنزلة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، أحمد الله تعالى إليكم وأشكره، أسأله المزيد من فضله؛ فلا إله إلا هو ولا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه، ونشهد أنه أرسل محمدا بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ونشهد أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- قد بلّغ ما أنزل إليه من ربه، وأنه بلّغ الرسالة ونصح الأمة وبيّن للناس ما يحتاجون إليه، وتعرف إلى عباده. تعرف الله تعالى إلى عباده بما نصبه لهم من الأدلة، وبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أمر به وما كلف به، ومن ذلك بيانه لمناسك الحج التي وكلت إليه؛ فإنه صلى الله عليه وسلم حج حجة الوداع وصار يبين للناس المناسك، ويقول: خذوا عني مناسككم؛ فلعلي لا ألقاكم بعدها أبدا .
وقد عمل الأعمال التي أمره الله تعالى بها، وتكلم بالكلمات التي أمر بها، وبيّن للناس ما أمر به؛ فإن الله تعالى كلفه بذلك فقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ أي لتوضح لهم الشيء الذي يحتاج إلى إيضاح وبيان، وأنزل عليه قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ فلما كلفه الله تعالى بذلك بلغ ما أنزل إليه، ولما كان في حجة الوداع خطب الناس بعرفة وبيّن لهم، وقال لهم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب؛ فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال: إنكم مسئولون عني فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: اللهم اشهد، اللهم هل بلغتُ اللهم اشهد فشهد له الصحابة -رضي تعالى الله عنهم-.

line-bottom